وفعلاً كانوا أذكياء، الأمريكيون والإسرائيليون هم أذكياء عندما استخدموا هذا الأسلوب: أسلوب الاختراق للأمة، وتوظيف صراعاتها ومشاكلها، والتحرك تحت عناوين مخادعة، وأساليب مخادعة، والتوظيف لأدوات، والتفعيل لقوى وكيانات تشتغل وتعمل لمصلحتها، هذا وفَّر للأمريكيين الكثير، أولاً- وفَّر لهم العنصر البشري، بدلاً من أن يقتل الآلاف من الجنود الأمريكيين، وهذا ما لا تتحمله أمريكا ولا تتحمله إسرائيل، هذا الشيء معروف، لا الأمريكيين ولا الإسرائيليين يتحملون أن يقدموا تضحيات جسيمة ورهيبة في حروب مباشرة مع الأمة، وأن يقتل- مثلاً– منهم عشرات الآلاف من الجنود، هذا أمر لا يطيقه لا الأمريكيون ولا الإسرائيليون.
نلحظ- مثلاً- أيام الاحتلال المباشر الأمريكي في العراق، في الحالات التي يقتل فيها جنود أمريكيون، عندما وصل أعداد الجنود الأمريكيين المقتولين في العراق لمئات اهتزت أمريكا، الرأي العام الأمريكي بات معارضاً للوجود المباشر العسكري الأمريكي في العراق بتلك الطريقة التي تكبدهم خسائر يومية، أصبح في كل
اقراء المزيد